
وحدة الدراسات الاقتصادية | ملف قمة مجموعة العشرين
تنطلق اليوم أعمال القمة الخامسة عشرة لمجموعة العشرين التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، وستكون قمة هذا العام افتراضية عبر الفيديو بسبب تأثيرات جائحة كورونا، ويلتقي زعماء أكبر 20 اقتصاد في العالم لبحث كيفية التعامل مع جائحة كورونا غير المسبوقة والتي كان لها آثار اقتصادية سلبية جدا تسببت بركود عام .
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بأنه سيقترح معاهدة دولية بشأن الأوبئة للمساعدة على منع الأوبئة والاستجابة بطريقة أكثر تنسيقًا.
وتعتبر هذه الخطوة عامل دفع مهم من الاتحاد الأوروبي في جهوده لتنسيق الجهود العالمية في التصدي للأوبئة والكوارث الصحية خاصة وأن دول داخل الاتحاد مثل ايطاليا وفرنسا واسبانيا كانت من أكبر المتضررين من جائحة كوفيد19
كما تتصدر مباحثات إدارة التعافي الصحي والاقتصادي جدول أعمال القمة خاصة مع بدء الشركات العالمية بالإعلان عن لقاحات للفيروس سيبدأ توزيعها في ديسمبر المقبل، وبالتزامن مع البدء باستخدام اللقاحات يجب أن يضع قادة أكبر 20 اقتصاد حول العالم خطط واضحة وخارطة طريق فاعلة للتخلص من الركود الاقتصادي الذي تسبب به الوباء .
وستناقش القمة أيضا عمليات الشراء والتوزيع العالمي للقاحات والأدوية والاختبارات بالدول منخفضة الدخل، التي لا تستطيع تحمل هذه النفقات وحدها. وسيحث الاتحاد الأوروبي مجموعة العشرين اليوم السبت على استثمار 4.5 مليار دولار للمساعدة في هذا الصدد.
ـ مساعدات اقتصادية واعفاء للديون ..
تعتبر قضية انقاذ اقتصاداتر الدول النامية والفقيرة من أولويات المباحثات التي سيعقدها قادة الدول العشرين، وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الجمعة إن الدول الفقيرة والمثقلة بالديون في العالم النامي هي الأكثر عرضة للخطر، لأنها "على حافة الانهيار المالي وتصاعد الفقر والجوع وتواجه معاناة لا توصف" نتيجة الوباء.
ولمعالجة هذا الأمر ستوافق مجموعة العشرين على خطة لتمديد تأجيل مدفوعات خدمة الديون للدول النامية لمدة ستة أشهر حتى منتصف عام 2021 مع إمكانية تمديد آخر حسبما جاء في مسودة بيان للمجموعة .
ولا يمكن لأكبر اقتصادات العالم التخلي عن الدول التي تملك اقتصاد ضعيف وإلا فإن الكوارث الصحية والاقتصادية والسياسية ستضرب هذه الدول وستتسبب بخلل كبير في نظام الاقتصاد العالمي خاصة أن النظام العالمي الجديد جعل الاقتصادات حول العالم مرتبطة بعضها ببعض ولا يمكن التفكير بعيدا عن الحفاظ على ظام اقتصادي دولي مترابط وقوي بالحد الأدنى .
ـ تقرير صندوق النقد الدولي والحاجة الى خطط تحفيز ..
وقال صندوق النقد الدولي في تقرير لقمة مجموعة العشرين إن الاقتصاد العالمي شهد تعافيا من الأزمة في وقت سابق من العام، لكن الزخم يتباطأ في الدول التي تشهد ارتفاعا في معدلات الإصابة ويسير التعافي بخطى غير متساوية ومن المرجح أن تترك الجائحة أثرا عميقا.
وتعتبرالتحديات الاقتصادية كبيرة جدا على نطاقات واسعة هذا العام على كل الكيانات الاقتصادية بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واقتصادات الشرق الأوسط واقتصادات آسيا وأفريقيا، و يتطلب الوضع الاقتصادي من قادة الدول العشرين تخصيص عشرات المليارات لإنعاش الاقتصاد وضخ مزيد من خطط التحفيز .
ـ الاتحاد الأوروبي والتحديات الاقتصادية ..
سيقترح الاتحاد الأوروبي إبرام معاهدة بشأن الجائحة. وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل للصحفيين أمس الجمعة "هناك حاجة لمزيد من الإعفاء من الديون".
وتعتبر الدول الأوروبية من أكثر الاقتصادات تأثرا بالجائحة بعد أن دخلت اسبانيا وفرنسا وايطاليا قائمة الدول الأكثر تضررا من الناحيتين الصحية والاقتصادية، وكادت جائحة كوفيد19 أن تتسبب بتصدعات كبرى داخل الاتحاد الأوروبي بعد اتهامات قادتها دول الجنوب للمفوضية الأوروبية بعدم قيام الاتحاد بمسؤولياته في مواجهة الأزمة .
كما كانت هناك خلافات كبيرة بين دول الاتحاد حول خطة التحفيز الاقتصادي التي بلغت 750 مليار يورو، ولذلك يجب على الدول الأوروبية التعاطي بجدية مع كل ما يمكن أن يتحقق من تعاون اقتصادي وقرارات من قمة مجموعة العشرين قد تدفع بتعافي اقتصادي أكبر لدول الاتحاد، كما أن تعزيز التعاون الاقتصادي والتخلي عن الحروب التجارية سيكون من أولويات الدول الأوروبية خاصة مع وصول جو بايدن الى البيت الأبيض في يناير القادم .
وحدة رصد الأزمات الدولية | ملفات الاقتصاد السياسي
مركز جنيف للدراسات السسياسية والدبلوماسية
Comments