
وحدة رصد الأزمات الدولية | ملف العلاقات الفرنسية الأمريكية
يجري وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مباحثات مهمة في باريس مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون و وزير خارجيته جان ايف لودريان، وستكون هذه المحادثات الدبلوماسية ساخنة بين الجانبين حتى وإن لم يتم الإعلان عن مضمون الخلافات المحورية عبر وسائل الإعلام، فبالتوازي مع الخلافات الجوهرية بين الجانبين بما يتعلق بالعديد من القضايا الدولية المشتركة مثل إيران وتركيا والشرق الأوسط، تبرز الى الساحة خلافات جديدة قد تجعل العلاقات بين الجانبين أكثر سخونة خلال الشهرين القادمين الى حين موعد مغادرة ترمب للبيت الأبيض واستلام إدارة بايدن الجديدة لمقاليد الأمور .
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من أوائل الرؤساء حول العالم الذين قاموا بتهنئة بايدن بفوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وبحث معه هاتفيا بالخطوط العريضة المستقبلية للتعاون بين البلدين .
في حين يرفض ترمب الاعتراف بهزيمته ويعتبر أن نتائج الانتخابات لم تحسم بعد، كما أن قصر الاليزيه أعلن مساء الخميس 12 نوفمبر ان بومبيو طلب لقاء رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون وان اللقاء سيتم يوم الاثنين 16 نوفمبر. وقد حرصت الرئاسة الفرنسية على التأكيد ان ترتيبات اللقاء تمت بالتشاور وبكل شفافية مع الرئيس المنتخب جو بايدن ومع فريقه .
تبرز العديد من القضايا المهمة على طاولة المباحثات بين الجانبين وأهمها ملفات العراق وأفغانستان والعلاقة مع الصين وقضايا الشرق الأوسط .
وتعارض باريس بشدة توجهات الولايات المتحدة بخفض قواتها العسكرية في كل من أفغانستان والعراق وتعتبر بأن هذا القرار متسرع ويقوض الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار في هذه الدول، وتبدو إدارة ترمب متجهة نحو تفعيل هذه القضية بشكل يزعج حلفائها خاصة مع تصريحات وزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميللر التي أشار فيها الى قرب سحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان وسوريا .
وتعتبر باريس بأن التصريحات الأمريكية بهذا الشأن غير واقعية بالمطلق ولا يمكن تنفيذها نظرا لمعارضة البنتاغون لهذه القرارات، إلا أن باريس والدول الأوروبية الحليفة لأمريكا تتخوف من توجهات لدى ترمب لخلط الأوراق واتخاذ خطوة جريئة بسحب القوات الأمريكية ليسجل ترمب إنجاز ما باسمه قبل مغادرته البيت الأبيض .
ـ خلافات كبيرة وتطلعات نحو التنسيق والتهدئة
تبرز الخلافات بشكل متسارع بين الجانبين الفرنسي والأمريكي بما يتعلق بالوضع في العراق وسوريا بالإضافة الى الجهود الفرنسية في لبنان وتوجهات واشنطن بهذا الشأن سواء بدفع أو تعطيل المبادرة الفرنسية هناك .
كما يبرز ملف إيران على الطاولة بين الجانبين الفرنسي والأمريكي حيث تخشى الدول الأوروبية من خطوات تصعيدية بما يخص هذا الملف من قبل ترمب إذا ما قرر اتخاذ أي خطوة تصعيدية قبل مغادرته البيت الأبيض رغم استبعاد ذلك في الوقت الحالي .
كما سيتم مناقشة العلاقة مع الصين بحسب تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان.
وعلى الرغم من الخلافات الكبيرة بين الجانبين إلا أن باريس لا تريد أن يكون هناك تصعيد للتوترات بين الجانبين في الفترة المتبقية من رئاسة ترمب، خاصة وأن ترمب لا يزال قادرا على خلق الأزمات وإزعاج حلفائه الأوروبيين من خلال القرارات التنفيذية التي يستطيع اصدارها حتى ال 20 من يناير القادم .
ولكن باريس لا تريد أيضا أن يكون هناك اتخاذ لخطوات تخلط الأوراق بشكل كبير يتطلب وقت طويل من العمل مع إدارة بايدن الجديدة حتى تعود العلاقات والتنسيق بين الجانبين الى مرحلة مقبولة بالحد الأدنى بين باريس و واشنطن .
وحدة رصد الأزمات الدولية | الملف الليبي
مركز جنيف للدراسات السسياسية والدبلوماسية
Comments