top of page

ماكرون يتحدث عن مفاوضات صارمة و وقت محدود للغاية.. الموقف الفرنسي و الأوروبي الجديد تجاه "إيران"

Writer: NZC Media GroupNZC Media Group

وحدة رصد الأزمات الدولية | الملف النووي الإيراني

باريس 30 يناير 2021: بدأ الموقف الفرنسي والأوروبي بالوضوح تجاه قضية الملف النووي الإيراني، وهي القضية الأبرز على الساحة الدولية بعد تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن والتغيير المتوقع في الاستراتيجية الأمريكية تجاه هذا الملف الحساس للغاية .

و نقلت قناة العربية يوم الجمعة 29 يناير 2021، عبر مدير مكتبها في باريس حسين قنيبر عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوله إن أي مفاوضات جديدة بشأن الاتفاق النووي الإيراني ستكون صارمة للغاية وينبغي أن تشمل المملكة العربية السعودية.

وقال ماكرون الذي تحدث الى صحفيين على مائدة إعلامية مستديرة شملت تلفزيون العربية بأن الوقت المتبقي لمنع إيران من تطوير سلاح نووي محدود للغاية.


هذه التصريحات المباشرة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تعكس التوجه الفرنسي والأوروبي بما يتعلق بالملف النووي الإيراني، ويبدو بأن موقف أوروبا بقيادة كل من باريس وبرلين سيكون أكثر صرامة في أي مفاوضات قادمة حول إيران .


وتبرز تصريحات الرئيس ماكرون قناعة فرنسية واضحة بأن إيران تسعى الى امتلاك الأسلحة النووية وهي نقطة مهمة في تحديد الموقف الأوروبي القادم بما يتعلق بالاتفاق النووي ومواجهة سياسات إيران في المنطقة، وسبق تصريحات ماكرون تصريحات أخرى مشابهة لوزير خارجيته جان ايف لودريان الذي أشار الى أن طهران تسعى لامتلاك قدرات نووية عسكرية وحان الوقت لنقول لإيران "كفى" .


على الجانب الأخر قال وزير الخارجية الألماني " هايكو ماس " في تصريحات سابقة بأن أي مفاوضات مع إيران يجب أن تشمل برنامج الصواريخ البالستية وسياسات إيران المزعزعة لاستقرار جيرانها في المنطقة، وهو موقف صلب من برلين التي تعتبر القطب الثاني في قيادة الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من المنظومة الأوروبية .


وتعكس التصريحات المتقاربة من باريس وبرلين موقف أوروبي أكثر حدة وتصلب بما يتعلق بتحديد الموقف الأوروبي بعد تولي جو بايدن للسلطة في الولايات المتحدة والموقف الأمريكي الأكثر تساهلا وهو المتوقع من الديمقراطيين الذين أبرموا الاتفاق النووي مع إيران عام 2015 والذي اعتبر في حينها اتفاق منقوص لم يحدد النقاط الأساسية الواجبة لأمن المنطقة .


ـ مفاوضات صارمة و وقت محدود للتحرك ..

ماكرون أشار في حديثه الى أن أي مفاوضات قادمة مع إيران يجب أن تكون صارمة للغاية بما يتعلق بالنقاط الخلافية، وضرورة إشراك " المملكة العربية السعودية " وتجنب خطأ عام 2015 بعدم إشراك الأطراف الإقليمية في المفاوضات حول إيران .


ولكن ماكرون أشار في الوقت ذاته الى أن الوقت المتبقي لمنع إيران من تطوير سلاح نووي محدود للغاية، وهو ناقوس خطر أوروبي قرعه الرئيس الفرنسي من أجل العمل بشكل متسارع من أجل منع إيران من امتلاك القدرات النووية العسكرية .


وهنا تبرز الثنائية المتناقضة في التعامل مع إيران " المفاوضات الصادمة " والمتوقع أن تأخذ وقت أطول، بالإضافة الى ضرورة " التحرك سريعا " مم أجل منع إيران من تطوير السلاح النووي .

وهنا يجب على الدول الأوروبية والولايات المتحدة وبريطانيا التحرك بشكل متوازن مابين إعادة إيران الى التزاماتها النووية وإجبارها على التفاوض حول الملفات الخلافية حول برنامجها الصاروخي وسياساتها الإقليمية .


وهذا الهدف يحتاج الى تنسيق أوروبي أمريكي موسع في الفترة القادمة سواء بسياسة " العصا والجزرة " التي يجب أن يتم اتباعها مع طهران، ونقطة الوقت الضيق قبل وصول إيران الى القدرات النووية تتطلب بأن يكون العمل مضاعف حول الملف الإيراني وربما جعله الملف رقم واحد على رأس الأولويات الدبلوماسية العالمية العاجلة .

وتعكس التحذيرات الفرنسية ضرورة عدم إغفال ملف إيران بمقابل الأزمات الداخلية للدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية بسبب جائحة كورونا .


كما أن فرنسا معنية بشكل كبير بالحدث حول سياسات إيران الإقليمية لأن باريس معنية بشكل أكبر من الولايات المتحدة وبريطانيا بالملف اللبناني وهو ملف مهم وحساس للغاية بالنسبة لباريس، كما أن فرنسا معنية بدرجة مشتركة مع باقي الأطراف بالملف السوري بالإضافة الى ملف العراق الذي تحاول باريس الدخول اليه بالاشتراك مع الأوروبيين لملئ أي فراغ من المحتمل أن تتركه الولايات المتحدة .


بالإضافة الى منطقة الخليج وملف اليمن ومضيق هرمز الاستراتيجي، والأوروبيون أصبحوا يتبعون سياسة منفصلة عن واشنطن بشكل جزئي في هذه المنطقة بعد إسال قوات أوروبية مشتركة لحماية المصالح الأوروبية في مضيق هرمز الممر الملاحي الاستراتيجي .


ـ موقف أمريكي متناقض وغير واضح ..

لا زال الموقف الأمريكي غير واضح ومتناقض بما يتعلق بالتعاطي مع الملف النووي الإيراني، ففي نفس الوقت الذي تخرج فيه تصريحات متشددة وقوية من مستشار الأمن القومي الأمريكي حول إيران، يتم تعيين روبرت مالي أحد مهندسي الاتفاق النووي عام 2015 كمبعوث أمريكي لإيران .

لكن، وفي انعكاس للانقسام العميق في الولايات المتحدة بشأن هذه المسألة والعوائق التي ستظهر أمام الثلاثي بايدن-بلينكن-مالي في محاولتهم الوفاء بوعدهم العودة إلى الاتفاق دون إشعال النقاش السياسي، أثار اختيار مالي غضب أوساط الصقور من اليمين المحافظ.


وكتب السناتور الجمهوري توم كوتون في 21 كانون الثاني/يناير في تغريدة "من المثير جداً للاستياء أن يفكر الرئيس بايدن باسم روب مالي لقيادة السياسة الإيرانية".

وحذر السناتور من أن "مالي معروف بتعاطفه مع النظام الإيراني، معتبراً أن المسؤولين في إيران "لن يصدقوا مدى حسن حظهم إذا ما عيّن" مالي.


و على النقيض قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الجمعة إنّ حلّ "أزمة نوويّة متصاعدة" يُمثّل "أولويّة قصوى" في بداية ولاية الرئيس جو بايدن.


واعتبر أنّ طهران تقترب "أكثر فأكثر" من الحصول على القنبلة النووية نتيجة لسياسة الرئيس السابق دونالد ترامب، قائلاً إنّ من الضروري قبل كلّ شيء تقييد البرنامج النووي الإيراني عبر "إعادة وضع معايير وقيود معيّنة" تحرّرت منها إيران رداً على العقوبات التي فرضها ترامب.

وهاجم سوليفان السلطات الإيرانيّة، قائلاً إنّ "سلوكهم غير المسؤول ودعمهم للإرهاب في المنطقة لم يتضاءل بل تسارع في بعض الأحيان"، متعهّدًا بمواجهة "التهديدات الكبيرة" التي تُشكّلها إيران.


وبالنظر الى التجاذبات الأمريكية غير الواضحة الى هذه اللحظة فإن الأطراف الأوروبية ستكون مضطرة بأن تمسك بزمام المبادرة من أجل موقف صارم للغاية في أي مفاوضات قادمة كما أشار ماكرون، ولا يمكن للدول الأوروبية المغامرة بالسماح باتفاق ورفع للعقوبات مقابل التزام بالاتفاق النووي من دون أن تشمل المفاوضات برنامج إيران الصاروخي وسياساتها الإقليمية .



وحدة رصد الأزمات الدولية | الملف الإيراني

مركز جنيف للدراسات السسياسية والدبلوماسية

 

Comments


bottom of page