
وحدة رصد الأزمات الدولية | مركز جنيف للدراسات
انطلق مؤتمر اللاجئين السوريين في دمشق، اليوم الأربعاء، على مدى يومين، بدعم من موسكو ومقاطعة واشنطن وحلفائها، ما يعزز الانقسام الروسي - الغربي حول الموضوع السوري.
ويشارك ممثلون عن 30 وزارة وهيئة حكومية روسية في المؤتمر، فيما سيحضر المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا عمران رضا المؤتمر بصفة "مراقب".
وتسعى روسيا وإيران بالتنسيق مع الحكومة السورية في دمشق لطرح المشكلة التي تؤرق العديد من الدول الإقليمية والغربية بما يخص ملايين اللاجئين السوريين الذي هربوا من الصراع العسكري المسلح في سوريا منذ عام 2011 .
وفي تصريحاته الأخير ألقى الرئيس السوري بشار الأسد باللوم على العقوبات الأمريكية وضغوط واشنطن على الأمم المتحدة والدول المجاورة لسوريا في عزوف أكثر من خمسة ملايين لاجئ سوري هربوا من الصراع عن العودة.
وأضاف أن مؤسسات الدولة حققت تقدماً في تقديم التسهيلات والضمانات لعودة مئات الآلاف من اللاجئين، مشيرا الىا أن هناك دول في الغرب تستغلّ اللاجئين السوريين لديها لأهداف سياسيّة وهذه الدول تمنع عودتهم لوطنهم عبر الترغيب والترهيب. وقال إن الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج راغبون في العودة إلى وطنهم
ـ رفض دولي وأمريكي وأوروبي ..
في المقابل تصطدم الجهود الروسية والإيرانية برفض دولي وأمريكي وأوروبي لأي مناقشات حول إعادة اللاجئين السوريين بدون ضمان انتقال سياسي في سوريا بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة وما انبثقت عنه اجتماعات جنيف .
ولم يتم توجيه دعوة لتركيا التي تضم النسبة العددية الأكبر من اللاجئين السوريين والتي تقدر ب 3 ملايين لاجئ، وهذا ما يطرح تساؤلات حول التنسيق الروسي التركي بما يخص الوضع في سوريا .
بدورها، أعلنت كندا أنها "تدعم عودة اللاجئين الآمنة والطوعية والكريمة، لكن شروط مثل هذه العودة غير موجودة"، وهو موقف جاء مماثلاً لموقف الاتحاد الأوروبي.
أما لبنان المجاور، الذي يستضيف نحو مليون ونصف مليون لاجئ بحسب تقديرات رسمية، سيرسل وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال رمزي مشرفية ممثلاً عنه.
ـ الموقف الأوروبي ..
أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن الاتحاد لن يشارك في المؤتمر "لأن شروط مشاركته لم تتوافر". ودعا النظام السوري بوريل ووزراء خارجية عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي للمشاركة في هذا المؤتمر حول موضوع عودة اللاجئين. وقال الإسباني في بيان "لن يشارك الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه" في المؤتمر.
وأعلن المتحدث باسمه "مثل هذا المؤتمر سابق لأوانه". وقال بيتر ستانو "الأولويات هي التالية: شروط عودة آمنة وطوعية وكريمة إلى المناطق طبقا للقانون الدولي ووصول اللاجئين بدون عراقيل إلى مناطقهم في سوريا".
وبالتالي فإن موقف الاتحاد الأوروبي يتلخص في عدة نقاط أهمها :
ضمان الانتقال السياسي للسلطة في دمشق وفق قرارات مجلس الأمن ومحادثات جنيف التي تقودها الأمم المتحدة .
ضمان البيئة الآمنة لعودة اللاجئين السوريين في كل المناطق السورية وضمان عدم ملاحقتهم .
الاتحاد الأوروبي لن يشارك بأي تمويل لعملية إعادة الإعمار بدون ضمان الانتقال السياسي في سوريا .
استمرار الاتحاد الأوروبي في فرض العقوبات على الشخصيات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تشارك في عمليات القمع والتهجير في سوريا .
ويبدو بأن الاتحاد الأوروبي متشدد في موقفه تجاه قضية اللاجئين ولا يرغب بأن تكون ورقة ضغط ومساومة بيد أي من الأطراف الدولية القاعلة في سوريا .
وحدة رصد الأزمات الدولية | الملف السوري
مركز جنيف للدراسات السسياسية والدبلوماسية
Comments