
وحدة الأزمات الدولية | الملف النووي الإيراني
باريس 3 مارس 2021 : إجرى كل من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الإيراني حسن روحاني اتصال هاتفي مهم أمس الثلاثاء ناقش أهم التطورات في الملف النووي الإيراني، الاتصال بين الرئيسين يأتي بعد رفض إيران للدعوة الأوروبية لعقد مفاوضات غير رسمية بين إيران والأطراف الدولية الموقعة على اتفاق عام 2015 بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية .
كما أن تحركات الرئيس الفرنسي تأتي بشكل متسارع بالتزامن مع مشروع قرار أوروبي أمريكي للوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين تعليق إيران عمليات التفتيش ببرنامجها النووي .
ومن جهته كان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قد أعلن عن مشروع قرار فرنسي بريطاني ألماني أمريكي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ينتقد قرار إيران الحد من التعاون مع الوكالة.
يتزامن ذلك مع خطة بريطانية فرنسية ألمانية تدعمها أميركا لاستصدار قرار من مجلس محافظي الوكالة لإدانة السلوك الإيراني.
وقال الإليزيه في بيان رسمي بأن ماكرون عبر عن قلقه العميق إزاء القرارات التي اتخذتها إيران والمخالفة لاتفاقية فيينا لعام 2015 ، وضرورة عودتها إلى الامتثال لالتزاماتها والتعاون الكامل مع المنظمة الدولية للطاقة الذرية. وكالة الطاقة.
ـ ماكرون يُذكر روحاني بالجهود الفرنسية ويثير نقطة التوترات الإقليمية ..
وقال الإليزيه بأن ماكرون ذكّر روحاني بالجهود التي بذلتها فرنسا مع شركائها ، في السنوات الأخيرة ، لإتاحة حل تفاوضي ،وشدد على أهمية أن تقوم إيران ببوادر واضحة دون إبطاء ، حتى يمكن استئناف الحوار مع جميع الأطراف في الاتفاق النووي الموقع في فيينا.
كما أعرب ماكرون عن قلقه من تصاعد التوترات الإقليمية إثر الهجمات التي تعرضت لها السعودية وقوات التحالف ضد تنظيم داعش في العراق.
وأكد الرئيس الفرنسي عزمه على العمل من أجل التهدئة والعمل مع الجميع لحل الأزمات الإقليمية خاصة في العراق واليمن ولبنان. وبهذه الروح ، أعرب عن أمله في أن تتحلى إيران بضبط النفس وتقدم مساهمة حاسمة في الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وتحرص فرنسا على إثارة القضايا الإقليمية مع إيران في كل اجتماع رسمي أو تصريح لمسؤوليها الدبلوماسيين مما يعكس تصدر باريس لنقطة السياسات الإقليمية بدلا من الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن والتي يبدو بأنها أصبحت متراخية بهذه النقطة .
ولا يزال الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يأملون بإقناع إيران بالجلوس على طاولة المفاوضات الدبلوماسية ولكن هذه المفاوضات لا يجب أن تكون بحسب الرغبة الإيرانية والأمريكية فقط بل هناك الحلفاء الأوروبيين والحلفاء الإقليميون الذين سيطرحون القضايا التي تهمهم أيضا .
وتعتبر نقطة إصدار قرار من محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين نشاطات إيران والحد من وصول المفتشين الدوليين نقطة مهمة تخشاها إيران وهذا ما عكسته تصريحات روحاني والمسؤولين الإيرانيين في أكثر من مناسبة
ـ إيران تخشى قرار من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وروحاني يحذر ..
ومن جانبه حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني من تعقيد الأوضاع إذا صدر أي قرار من الوكالة الدولية.
كما لفت روحاني إلى أن تنفيذ طهران لتعهداتها يعتمد على التزام كافة أطراف الاتفاق النووي أيضا بتعهداتها.
وتعتبر نقطة إصدار قرار من محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين نشاطات إيران والحد من وصول المفتشين الدوليين نقطة مهمة تخشاها إيران وهذا ما عكسته تصريحات روحاني والمسؤولين الإيرانيين في أكثر من مناسبة، لأن إصدار مثل هذا القرار قد يعطي شرعية جزئية لأي عمل عسكري قد يقوم به أي طرف ضد البرنامج النووي الإيراني " بمعنى أن الوكالة الدولية أقرت بعدم سلمية برنامج إيران النووي وتوجهها نحو تجاوز الخطوط الحمراء " .
وقلّصت إيران عمليات التفتيش اعتباراً من الأسبوع الماضي، في ظل عدم رفع الولايات المتحدة للعقوبات التي فرضتها على طهران اعتباراً من عام 2018 بعد قرار واشنطن الانسحاب الأحادي من الاتفاق الذي يضم إضافة إليها وإيران، بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين.
لكن طهران أبرمت قبيل دخول هذا التقليص حيّز التنفيذ، اتفاقاً تقنياً مع المدير العام للوكالة الدولية رافايل غروسي، يتيح مواصلة بعض النشاطات لفترة تصل إلى ثلاثة أشهر.
وهذا الاتفاق لا يبدو بأنه يرضي الأطراف الأوروبية والأمريكية خاصة وأن إيران بدأت بمساومة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمقايضة المعلومات مقابل رفع للحظر .
وحدة رصد الأزمات الدولية | الملف النووي الإيراني
مركز جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية
Comments