top of page

المواجهة الأمريكية الإيرانية في المنطقة.. ماذا بعد استهداف القواعد الأمريكية في العراق

Writer: NZC Media GroupNZC Media Group

الحدث ...

قامت ايران بشن هجمات صاروخية استهدفت قواعد أمريكية في العراق فيما اعتبرته رد ايراني على مقتل قائدها العسكري قاسم سليماني في ضربة لطائرة أمريكية مسيرة، بالتزامن مع بث وسائل إعلام ايرانية لصور الاستهداف بالصواريخ قال مسؤولون ايرانيون إن طهران لا تريد الحرب وأن الضربات أكملت الرد على مقتل سليماني .


في اللحظات الأولى حبس العالم أنفاسه متخوفاً من حرب شاملة قد تبدأ بين ايران والولايات المتحدة ولكن لا أحد يعرف بمن ستنتهي، بالتالي كانت الأنظار تترقب التصريحات من الطرفين والردود العسكرية المتوقعة، وبالتزامن مع اجتماع أزمة في البيت الأبيض ضم الرئيس الأمريكي ترامب و وزير خارجيته و وزير الدفاع ومسؤولين عسكريين، أعلنت ايران انتهاء ردها على قتل سليماني وحذرت الولايات المتحدة من شن أي ضربات جديدة على أهداف ايرانية.


وقال ترامب في تصريحات مقتضبة إن كل شيئ على ما يرام ولكن لم يكن مفهوم ماهو معنى "مايرام" لدى الرئيس الأمريكي فهل قصد بأن لا ضحايا أمريكيين أم أن الخسئر كانت محدودة أم أن الرد الايراني أتى بحدود المتوقع من قبل الإدارة الأمريكية وبالتالي لا خطر من حرب شاملة.


يبقى الأن انتظار الرد الأمريكي واذا ما كانت الولايات المتحدة سترد بشكل مباشر أم ستنتظر لتقييم الأوضاع واتخاذ الخطوات اللازمة لاحقاً، ولكن واشنطن لن تصمت على استهداف قواعدها العسكرية بأي شكل كان، وهذا ينذر بتحول الوضع الى ما يشبه حرب الاستنزاف بين الطرفين، بضربة من أحدهم وانتظار الرد من الأخر مع تصريحات ورسائل متبادلة خلف الكواليس بعدم الرغبة بخوض حرب شاملة قد تقود المنطقة الى دمار لا يريده الطرفين.


فإيران تدرك جيداً بأنها ستكون خاسرة لأي حرب قادمة مع الولايات المتحدة وحلفائها، فهناك فارق كبير في التسلح والقوة العسكرية ولكن رهان القادة الإيرانيين هو على مدى حجم الضرر والدمار الذي يمكن أن يتسببوا به في المنطقة قبل انتهاء حربهم بالهزيمة.


الموقف العراقي ...

يبقى الأن الموقف العراقي الذي يبدو بأنه مغيب تماماً ولا تملك بغداد أي قدرة على منع أحد الطرفين من استخدام أراضيها لتكون ساحة حرب بديلة، وبالتزامن مع امتناع عبدالمهدي على ادانة الهجمات الايرانية كما فعل مع الهجوم الأمريكي، وتصريحات أحد قادة الحشد الشعبي بأن الانتقام الايراني قد انتهى وسيبدأ الانتقام العراقي يبدو أن البلاد ستدخل في مجهول مخيف قد لا يعطيها أي أمل في الوقت الحالي لتجاوز أزمتها السياسية والاقتصادية التي خلّفت احتجاجات أطاحت بالحكومة العراقية .


وبالتالي هناك خطر من تحول العراق الى ساحة مواجهة كبرى بين القوات الأمريكية وقوات الحشد الشعبي التي ساهمت الولايات المتحدة نفسها بتسليحها من قبل عندما كان الطرفين في صف واحد لمحارية تنظيم الدولية الإسلامية "داعش"


الموقف الأوروبي ...

يحاول الأوروبيون لعب دور رجل الاطفاء الذي طالما أتقنوه منذ بدئ المواجهة الأمريكية الايرانية بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، ولكن في هذه المرحلة الوضع مختلف تماماً فالأوروبيون لا يملكون أوراق ضغط كثيرة للوصول الى تهدئة وخفض للتصعيد.


فبالتزامن مع إدانة الدول الأوروبية الفاعلة للقصف الايراني على القواعد الأمريكية يحاول قادة بروكسل الوصول الى تهدئة مرحلية بين الطرفين خاصة مع دعوة جواد ظريف لحضور اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل يوم الجمعة القادم.


الأن يجب على قادة الاتحاد الأوروبي العمل على محورين .


الأول: خفض التصعيد في المنطقة وثني جميع الأطراف عن الإنجرار نحر الحرب والمواجهة الشاملة.

والثاني: هو محاولة الحفاظ على الاتفاق النووي بعد اعلان ايران تعليق كافة القيود الخاصة بعدد أجهزة الطرد المركزي ونسب تخصيب اليورانيوم، وهم يفهمون جيداً بأن طهران قد تستغل مقتل سليماني للتملص أكثر وأكثر من الاتفاق النووي .

ويمكن أن تبرز الأن الورقة الاقتصادية التي يملكها الأوروبيون لاستخدامها مع ايران التي ترزح تحت عقوبات اقتصادية خانقة قد تؤدي لانهيار اقتصادها، وإذا ما أتقن الأوروبيون استخدام هذه الورقة فيمكن لهم لعب دور ما في تهدئة الأوضاع وثني ايران عن بعض سياساتها في المنطقة التي قد تؤدي لنتائج لا تحمد عقباها للجميع.


مستقبل المواجهة بين الطرفين ...

يبدو أن المواجهة بين طهران و واشنطن ستمتد لفصول طويلة في هذه المرحلة من الضربات المتبادلة سواء بشكل مباشر أو عبر الوكلاء ولكن ماهو واضح للغاية بأن قواعد اللعبة قد تغيرت بين الطرفين وأصبحت على المكشوف.


وبما أن حدث جلل بالنسبة للإيرانيين كمقتل سليماني لم يجرهم االى حرب شاملة، وأيضا الحدث الكبير للأمريكيين بقصف قواعدهم العسكرية لم يكن سبباً لاشعال الحرب الكبرى، فهذا يعني بأننا قد نرى ضربات متبادلة بين الطرفين الى ما يشبه حرب الاستنزاف على الأراضي العراقية بل وقد تمتد هذه المواجهة الى أماكن أخرى مثل سوريا واليمن وأفغانستان .


إلا إذا قررت الولايات المتحدة القيام بضربة شاملة لإيران وشل قدرتها الصاروخية وتدمير برنامجها النووي فهنا ستكون الحسابات معقدة للغاية وسندخل في حرب اقليمية متعددة الأطراف .

 

Comments


bottom of page