top of page

ابراهيم رئيسي والسياسات الدولية.. كيف تنظر فرنسا وأوروبا الى وصول رئيس متشدد الى السلطة

Writer: NZC Media GroupNZC Media Group

وحدة الأزمات الدولية | الملف الإيراني

باريس 3 أغسطس 2021 - أعلن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الثلاثاء تنصيب المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي رئيسا جديدا للجمهورية في إيران بعد فوزه بانتخابات حزيران/يونيو، ليبدأ عهدا سيواجه فيه تحديات أزمة اقتصادية وتجاذبا مع الغرب لا سيما بشأن العقوبات الأميركية والمباحثات النووية.


ويأتي تنصيب ابراهيم رئيسي في وقت حساس للغاية تشهد فيه إيران تزايد في وتيرة الاحتجاجات الداخلية الرافضة للسياسات الإيرانية التي أوصلت البلاد الى شبه انهيار اقتصادي، ومن جانب أخر تتعقد المفاوضات النووية في فيينا حول عودة الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي الموقع عام 2015 ورفع العقوبات عن إيران والذي كان يأمل رئيسي بأن يتسلم السلطة وقد تم توقيع الاتفاق .

وفي خطاب تلاه في مجمع الهيئات المرتبطة بمكتب المرشد وسط طهران، حيث تقام مراسم التنصيب، شّدد رئيسي على أن تحسين الظروف الاقتصادية لبلاده لن يرتبط "بإرادة الأجانب". وقال "نسعى بالطبع الى رفع الحظر (العقوبات) الجائر، لكننا لن نربط ظروف حياة الأمة بإرادة الأجانب".


وأضاف رئيسي -في حفل تنصيبه رسميا رئيسا لإيران والذي أقيم اليوم الثلاثاء بالعاصمة طهران- إن مواجهة عجز الميزانية والتضخم، واحتواء تفشي كورونا سيكونان أولويتين لحكومته.


ويمتلك رئيسي الذي ينتمي الى التيار المتشدد سلطة كبيرة داخل الحرس الثوري الإيراني ومؤسسة المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي والزمرة المحيطة به مما يعني بأن رئيسي سيكون صاحب القرار والكلمة الفصل في جميع السلطات ولن يضطر الى الصدام مع مؤسسة الحرس الثوري وتيار المتشددين كما كان يفعل سلفه روحاني .


كما أن رئيسي يوصف بأنه تلميذ المرشد الأعلى علي خامنئي ويحظى بدعمه الكامل، وتعتبر هذه النقطة ايجابية في الداخل ولكنها سلبية جدا في الخارج .


- ابراهيم رئيسي ومسار مفاوضات فيينا -


كان الرئيس الإيراني الجديد يأمل بأن يتسلم السلطة وقد تم توقيع الاتفاق النووي في فيينا ورفع العقوبات حتى يتسلم السلطة وهو يمتلك أوراق اقتصادية يستطيع التحرك بها من دون عوائق خارجية، كما أن رئيسي كان يأمل بأن يلقي أي مسؤولية مستقبلية في الاتفاق الذي سيتم التوصل اليه في فيينا على سلفه روحاني خاصة وأن هناك جناح كبير من المتشددين في إيران ينظرون الى هذا الاتفاق على أنه ليس موضع ثقة ولن يكون مفيد لإيران على المدى الطويل .


ويدرك رئيسي بأن مسار مفاوضات فيينا سيكون صعب جدا في ظل تعاطي الغرب مع حكومة يقودها المتشددين، وبالتالي فن الشروط الغربية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية حلفائها في الدول الأوروبية والإقليمية ستكون أقسى بما يتعلق بالضمانات التي يجب على إيران تقديمها حول سياساتها الإقليمية وبرنامجها الصاروخي حتى يتم رفع العقوبات بشكل نهائي عن إيران .


كما أن رئيسي وفريقه لن يقبلوا الأن بأن يوقعوا على اتفاق كانت الخطوط المفصلية منه بصناعة حكومة روحاني وبالتالي فإنه يريد أن يضع بصمته في هذا الاتفاق وهذا ما سيعقد مسار المفاوضات بشكل أكبر في الجولة السابعة ، إلا إذا كان رئيسي سيأخذ خطوة الى الوراء ويقدم تنازلات في فيينا حتى يحصل على رفع العقوبات والدعم الاقتصادي الذي سيمكنه من تحسين الأوضاع الاقتصادية للإيرانيين والحصول على شعبية أكبر " وهذا أمر مستبعد رغم أنه ممكن " .


كما أن رئيسي سيكون أمام تحديات صعبة تتعلق بالأوضاع الداخلية التي تزيد سوءا يوم بعد يوم، وسيكون الرجل أمام خيارين إما التعاطي بديناميكية سلسة مع الاحتجاجات أو استخدام أساليب القمع التقليدية التي تم استخدمها مع حركة الأعلام الخضراء 2009 والاحتجاجات السابقة التي يتهم رئيسي بقيادة حملة إعدامات واسعة خلالها عندما كان في القضاء، وبالعودة الى تاريخ الرجل فإن خيار القسوة المفرطة هو الأرجح وهو ما يخلق عامل ضغط داخلي وخارجي جديد .


- خيارات الدول الأوروبية في التعامل مع رئيسي وحكومته -


لا زالت الدول الأوروبية تحاول أن تلعب الدور الموازن بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية من أجل الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من الاتفاق النووي الإيراني وضمان عدم انهيار الاتفاق ولكن الدول الأوروبية أيضا كان لها تحفظات كبيرة على سياسات إيران سواء بما يتعلق بخروقات الاتفاق النووي الإيراني أو سياسات إيران الإقليمية التي تساهم في زعزعة استقرار المنطقة من وجهة النظر الأوروبية .


وعلى الرغم من كل الجهود الأوروبية في عدم الصدام مع إيران إلا أنها فشلت في ذلك واضطرت الى الدخول في هذا الصدام في أكثر من مناسبة، وفي ظل وجود حكومة من المتشددين يرأسها ابراهيم رئيسي فإن الدول الأوروبية ستنظر بعين الريبة الى التعاطي مع إيران الى أن تتضح سياسات ابراهيم رئيسي وحكومته في المستقبل القريب .


ولا تعول الدول الأوروبية على تغيير كبير نحو الأفضل في سياسات إيران في عهد رئيسي فعلى الرغم من حديثه المتكرر عن ضرورة تحسين العلاقات مع دول الجوار إلا أن مسارات الأحداث منذ انتخاب الرجل لمنصب رئيس الجمهورية الإيرانية والحركة المطلقة التي بات يتمتع بها قادة الحرس الثوري تعكس مسار نحو الأسوأ في السياسات الإقليمية الإيرانية.


ويبقى الترقب سيد الموقف الى أن يتم تشكيل حكومة رئيسي واتضاح المسارات التي سيسلكها في السنوات الأولى من حكمه هل ستكون في مسار تصعيدي مع المجتمع الدولي والدول الإقليمية أو سيكون هناك توجه نحو الهدوء والتراجع خطوة الى الخلف من أجل رفع العقوبات والحصول على الدعم المالي المطلوب لإنقاذ الاقتصاد الإيراني .




وحدة الأزمات الدولية | الملف الإيراني

مركز جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية

Comentarios


bottom of page