
وحدة الأزمات الدولية | مركز جنيف للدراسات
باريس 20 يونيو 2021 - ينعقد اليوم في فيينا اجتماع مهم لأطراف الاتفاق النووي الإيراني في ختام الجولة السادسة من المفاوضات التي يبدو بأنها لن تؤدي الى توقيع أي اتفاق وسنكون على موعد مع جولة سابعة من المحادثات .
وقد أعلن الاتحاد الأوروبي السبت أن أطراف الاتفاق النووي سيعقدون اليوم في فيينا اجتماعا على مستوى مساعدي وزراء الخارجية، وقال بيان الاتحاد الأوروبي إن هذا الاجتماع يهدف إلى بحث عودة محتملة للولايات المتحدة إلى الاتفاق الموقع عام 2015، وكيفية ضمان التنفيذ الكامل والفعال للاتفاق.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن الوفود ستعود بعد هذا الاجتماع الى عواصمها للتشاور، استعدادا لجولة سابعة من المحادثات.
ويأتي اجتماع اليوم بعد جولة من العقبات التي واجهت المحادثات في جولتها السادسة والتي كان متوقعا بأن تكون حاسمة في إطار التقدم نحو إحياء اتفاق عام 2015، وعلى الرغم من التصريحات الإيجابية من بعض الأطراف المشاركة في المفاوضات إلا أن الخارجية الفرنسية كانت الأكثر وضوحا في الإشارة الى هذه العقبات في بيانها الأخير بشأن المحادثات في فيينا .
- السلطة الجديدة في إيران ومسار المفاوضات -
وصل الرئيس الإيراني المحافظ الأكثر تشددا ابراهيم رئيسي الى السلطة في طهران خلفا لسلفه الإصلاحي حسن روحاني، ويعتبر وصول رئيسي الى السلطة في طهران حجر عثرة جديدة في مسار المفاوضات الإيرانية مع المجموعة الدولية بشأن الملف النووي فالرئيس الجديد هو أكثر حماسا الى ابقاء كافة الإمكانيات التي وصل اليها البرنامج النووي الإيراني وعدم تفكيك أو تقليل أي تقدم أحرزته طهران بهذا الشأن .
وتتمحور استراتيجية رئيسي والجناح المتشدد في إيران هي بالعودة الى الاتفاق النووي بشكل مؤقت من أجل الانفراج اقتصاديا والاستفادة من رفع كامل العقوبات الاقتصادية .
من ناحيتها تعهدت الولايات المتحدة بمواصلة المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي عقب انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا جديدا لإيران، في حين يعقد اليوم الأحد في فيينا اجتماع رفيع المستوى لأطراف الاتفاق، وذلك وسط توقعات بعقد جولة سابعة من المحادثات.
فقد قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس السبت إن بلاده ستواصل المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني، والعمل إلى جانب حلفائها وشركائها في هذا الصدد.
وعبر برايس عن أسف واشنطن لحرمان الإيرانيين من عملية انتخابية حرة ونزيهة، على حد تعبيره.
ومن خلال المؤشرات الحالية فإن فوز رئيسي لن يؤثر بشكل جذري على مسار المحادثات في فيينا على اعتبار بأن القرار الأخير سيكون بيد المرشد علي خامنئي، ولكن تعقيدات المفاوضات حول مسار الاتفاق الجديد وسياسات إيران الاقليمية وبرنامج الصواريخ البالستية هي التي ستعقد المفاوضات حتى يتم التوصل الى صيغة نهائية .
- فرصة أخيرة -
تبدو فرصة أخيرة تلوح في الأفق بالنسبة للأطراف المجتمعة في فيينا وهي التوصل الى صيغة نهائية للاتفاق وتوقيعه خلال الجولة القادمة وبذلك يتم قطع الطريق على أي عراقيل محتملة قد يضعها وصول رئيسي وفريقه الى سدة الحكم في طهران.
فلا زال هناك 45 يوم حتى تتم المرحلة الانتقالية للسلطة في طهران واستلام رئيسي وفريقه لكامل مفاصل السلطة واتخاذ الاستراتيجية التي يريدونها بشأن الاتفاق النووي، ولكن هذه الفرصة لن تكون مؤكدة لأن الأطراف الغربية ستكون متمسكة بشكل أقوى من أي وقت مضى بإبقاء جزء من العقوبات على طهران حتى يتم التفاوض على ملفات السياسات الإقليمية والبرنامج الصاروخي البالستي .
وحدة الأزمات الدولية | ملف السياسات الأوروبية
Comments