
وحدة الأزمات الدولية | ملف المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية
باريس ٣ مايو ٢٠٢١ - تتصاعد التحركات الدولية حول التصعيد في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل، حيث يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، اليوم الأحد، لبحث الأوضاع الراهنة والتطورات الأخيرة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية .
وسيحضر اجتماع مجلس الأمن الدولي ممثلون عن فلسطين وإسرائيل.
وكانت الصين وتونس والنرويج قد اقترحت عقد جلسة مفتوحة حول هذا الموضوع في 14 مايو، لكن الولايات المتحدة عارضت ذلك. وفي وقت سابق لم يتمكن المجلس من الاتفاق على بيان بشأن الأحداث في غزة بسبب موقف الولايات المتحدة.
وبالتزامن مع اجتماع مجلس الأمن ينعقد اليوم اجتماع مهم لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية لبحث الأوضاع الراهنة وتثبيت الموقف العربي والإسلامي برفض كافة الاجراءات الإسرائيلية في القدس والمساس بالأماكن المقدسة.
كما سيعقد الاتحاد الأوروبي اجتماع يوم الثلاثاء على مستوى وزراء الخارجية لبحث التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، وماهي خيارات التكتل الأوروبي في التعامل مع الأزمة الحالية .
وأكد بوريل أن الاجتماع القادم سيتركز على بحث وتنسيق الخطوات الممكن للاتحاد الأوروبي اتخاذها من أجل الإسهام بأكبر قدر ممكن في وضع حد لدوامة العنف الحالية في الأراضي المقدسة.
كما أشار المفوض في بيان منفصل أصدره أمس إلى أن الاتحاد الأوروبي يشارك بنشاط في الجهود الدبلوماسية الرامية لنزع فتيل العنف المستمر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولفت البيان إلى أن المفوض الأوروبي في هذه الاتصالات أكد على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للتصعيد الحالي، وقال إنه ينبغي احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة وتجنب أي
من ناحية أخرى ووصل المبعوث الأميركي هادي عمرو نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون إسرائيل والفلسطينيين إلى إسرائيل الجمعة، قبل جلسة من المقرر أن يعقدها مجلس الأمن الدولي غدا الأحد لمناقشة الوضع.
وقالت السفارة الأميركية إن مبعوثها يهدف إلى "تعزيز الحاجة للعمل من أجل تحقيق تهدئة قابلة للاستمرار".
- الجهود الأوروبية والعربية والروسية وتوجهات مشتركة -
تلتقي الجهود الأوروبية والعربية والروسية في نفس التوجه وهو وقف التصعيد ومعالجة الأسباب الأساسية للأزمة والعمل على استمرار محادثات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وعدم تغيير الوضع الراهن في القدس والأماكن المقدسة .
ولا يمكن توقع الكثير من اجتماع مجلس الأمن اليوم الأحد حول اتخاذ قرار قوي يدعو لوقف القتال بين الجانبين نظرا لتعنت الموقف الأمريكي في عرقلة إصدار أي قرار حتى لو كان بيان إدانة للعنف بين الجانبين، ولكن الاجتماع الثالث من نوعه خلال أسبوع من الممكن أن يعطي إشارة ما الى أن الدول الخمس الكبرى قد تكثف من جهودها الدبلوماسية خلف الكواليس من أجل وقف التصعيد في الشرق الأوسط .
وبالتزامن مع كثافة التحركات الدبلوماسية على مستوى مجلس الأمن ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية فإن إمكانية تحقيق وقف التصعيد واردة .
وتشكل زيارة المبعوث الأميركي هادي عمرو نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون إسرائيل والفلسطينيين إلى إسرائيل الجمعة مؤشر على أن أدارة بايدن قد تتحرك بقوة من أجل العمل على وقف التصعيد خاصة بعد الاتصالات الهاتفية التي أجراها بايدن مع كل من نتنياهو وعباس، ولكن الدور الأمريكي سيكون حريص على إبداء التأييد المطلق لإسرائيل في هذه المواجهة خاصة وأنها الاختبار الأول لبايدن بعد التوترات بينه وبين نتيناهو .
وستكون إمكانية تحقيق وقف التصعيد مرهونة بمدى استعداد نتنياهو لتفويت فرصة التعويم السياسي التي أتته على طبق من ذهب، لذلك سيكون الموقف الإسرائيلي موهون بمدى النتائج المرضية التي ستكون مقنعة لنتنياهو بأنه كسب نقاط معينة داخلياً .
كما أن تغير معادلة المواجهة بين الفصائل الفلسطينية في غزة مع إسرائيل قد يعقد الحسابات بشكل أكبر نحو أي تهدئة قادمة في الوقت الحالي وماهي الشروط المطلوبة من الجانبين من أجل وقف التصعيد .
وفي هذا الإطار يأتي المقترح الروسي بتفعيل عمل اللجنة الرباعية الدولية حول قضية الشرق الأوسط، وكان لافروف يتحدث في وقت سابق في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بعد محادثات في موسكو.
وقال لافروف "أعتقد أننا توصلنا إلى نتيجة مشتركة مفادها أن المهمة الأكثر إلحاحا هي الدعوة لعقد اجتماع لرباعي الوسطاء الدوليين: روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وأضاف "نحن نثق في الأمين العام بصفته المنسق للرباعية" مضيفا أن الاجتماع يجب أن يحضره كبار الدبلوماسيين من الأطراف الأربعة".
وتأسست الرباعية في مدريد عام 2002. وقال جوتيريش إن الأمم المتحدة ملتزمة تماما وكرر دعوته لإنهاء العنف.
- ضرورة إطلاق المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة -
في ظل التغيرات الدولية مع وصول أدارة أمريكية جديدة الى البيت الأبيض تبدو أقل حماساً تجاه دعم مخططات إسرائيل حول القدس وضم إجزاء من الضفة الغربية من نظيرتها السابقة بقيادة دونالد ترمب، بالإضافة الى اشتعال حدة المواجهات الإسرائيلية الفلسطينية لتاخذ شكل غير مسبوق من مسار الصراع العربي الإسرائيلي.
ولم تعد القضية تخص مواجهات بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بل أصبحت تمتد للضفة الغربية وكل الأراضي الفلسطينية بما فيها عرب 48، ولذلك أصبح التصعيد يقودنا الى حرب شاملة قد تكون أكبر من كل المواجهات السابقة وتاخذ بعدا أكبر من الانتفاضات الفلسطينية السابقة .
ومن هذا الأساس تبدو الحاجة ملحة لإطلاق عمل اللجنة الرباعية ودفع الجانبين للجلوس على طاولة المفاوضات وخاصة الطرف الإسرائيلي الذي يجب أن يتخلى عن مخططاته التي تهدد بنسف عملية السلام من جذورها إذا استمرت اسرائيل بمخططاتها حول القدس والأراضي الفلسطينية .
ولا تبدو الظروف مواتية لهذا الطرح الروسي حول استمرار عمل اللجنة الرباعية الدولية ولكنه قد يكون الحل الوحيد الذي يمكن من خلاله تخفيض حدة التوتر بين الجانبين وتقييد اتجاهات التصعيد الذي قد يقود الى مواجهة شاملة لا تحسب عواقبها .
وحدة الأزمات الدولية | ملف المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية
مركز جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية
Comentarios