top of page

الدور الفرنسي والأوروبي في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي..بين الإمكانيات الدبلوماسية والعراقيل الدولية

Writer: NZC Media GroupNZC Media Group

وحدة الأزمات الدولية | ملف النزاع الفلسطيني الإسرائيلي

باريس 21 مايو 2021 - تتصاعد الأصوات الدولية المشيدة بالتوصل الى وقف لإطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن أغلب الأطراف الدبلوماسية الدولية ترى بأن الاتفاق الحالي لن يكون حل مناسب في ظل الأوضاع المتردية في الأراضي الفلسطينية، ومن أجل ضمان تهدئة مستدامة يجب معالجة الأسباب والبدء بعملية سياسية كما أشار كل من وزيري الخارجية الفرنسي والألماني، بالإضافة الى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل .


وقد رحب الاتحاد الأوروبي بالهدنة المعلنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين لوقف التصعيد الأخير حول قطاع غزة، مشددا على أهمية العودة إلى بحث تسوية النزاع وفقا لحل الدولتين.


- دعوة أوروبية الى الحل السياسي -

قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل في بيان صدر عنه الجمعة "أكد الاتحاد الأوروبي مرارا وتكرارا على أن الوضع في قطاع غزة لم يعد من الممكن تحمله، وحل سياسي وحده سيجلب السلام المستدام وسينهي النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي".

وأشار المفوض الأوروبي أن "استئناف أفق سياسي" تمهيدا لتطبيق حل الدولتين لا يزال حاليا هدفا ذا أهمية قصوى، معربا عن استعداد الاتحاد لدعم جهود السلطات الإسرائيلية والفلسطينية في هذا الاتجاه.


ولفت بوريل إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يزال على تواصل مع الشركاء الدوليين الرئيسيين بمن فيهم الولايات المتحدة ودول إقليمية، بالإضافة إلى شركائه في الرباعية، من أجل وضع حد للنزاع.


وبالتالي فإن الموقف الأوروبي أصبح ميال نحو تفعيل اللجنة الرباعية الدولية وإطلاق مفاوضات الحل السياسي القائمة على حل الدولتين كما طرحت روسيا قبل أيام، ويمكن للاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة العمل من أجل ضغط دبلوماسي

أكبر على الولايات المتحدة لدفع اسرائيل للجلوس على طاولة المفاوضات بشكل أو بأخر .


مشكلة الاتحاد الأوروبي أنه لا يملك أوراق ضغط كبيرة في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي تمكنه من الدفع نحو مفاوضات سياسية بين الجانبين، ولكن يمكن للمفوضية الأوروبية العمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل تشكيل تحالف دبلوماسي ضاغط في الأمم المتحدة ومجلس الأمن .


وقد أدى تكثيف الضغوط الدبلوماسية الدولية قبل أشهر لدفع حكومة نتنياهو على التراجع عن ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن .


- فرنسا مصممة على لعب دور في العملية السياسية في الشرق الأوسط -

قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان عقب التوصل الى وقف إطلاق النار بأن التهدئة في غزة تبرز ضرورة التوصل الى حل سياسي و " فرنسا عازمة على لعب دور في هذا الشأن " .

وتبرز تصريحات لودريان الدور الفرنسي القوي الذي تبلور في هذه الأزمة على الرغم من تراجعه في البداية ولكن تحركات فرنسا الدبلوماسية تكثفت بعد القمة الثلاثية بين مصر وفرنسا والأردن والتحركات الفرنسية في مجلس الأمن التي قادت الى أول مواجهة دبلوماسية بين واشنطن وباريس منذ وصول بايدن الى السلطة .


وتبدو باريس عازمة على لعب دور مهم في العملية السياسية المقبلة في الشرق الأوسط والدفع نحو إطلاق مفاوضات على أساس حل الدولتين كما يطرح الاتحاد الأوروبي، وقد تبدو توجهات باريس في هذا الشأن فرصة مهمة من أجل عودة الدبلوماسية الفرنسية للعب دور فاعل في الشرق الأوسط بعد أن تراجع الدور الفرنسي والأوروبي في السنوات الأخيرة .


الى ذلك يبرز الموقف الألماني في تناغم مع الموقف الفرنسي على الرغم من الاختلاف في طريقة التعاطي مع الأزمة الأخيرة في الأراضي الفلسطينية .

وقال وزير الخارجية الألماني ايكو ماس في تغريدة على تويتر "إنه لأمر جيد أن يطبق وقف لإطلاق النار، ولم يعد يسقط ضحايا"، وذلك غداة محادثات أجراها في إسرائيل ورام الله. وأضاف "علينا الآن معالجة الأسباب وإعادة بناء الثقة والتوصل لحل للنزاع في الشرق الأوسط".


ومن خلال المقاربات الأخيرة يمكن الدفع نحو جهود دبلوماسية دولية تسعى الى تفعيل اللجنة الرباعية الدولية على اعتبار أنها قد تكون فاعلة في الدفع نحو إطلاق مفاوضات جادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والأهم تثبيت حل الدولتين كحل وحيد للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وإجبار إسرائيل على التخلي عن خططها بتطبيق سياسة الأمر الواقع فيما يتعلق بالقدس وسياسة الاستيطان .


ولكن هذا التوجه بحتاج الى جهود داخلية فلسطينية تتعلق بتوحيد الصف الداخلي وانهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، ويمكن الدفع نحو هذا الأمر عبر العمل مع الحلفاء الإقليميين كمصر والأردن بالإضافة الى الضغط على إسرائيل من أجل عدم عرقلة الانتخابات الفلسطينية القادمة كما فعلت سابقا عندما رفضت إقامتها في القدس .


ولكن في المطلق لا يبدو بأن الأطراف الدولية ستبقى ساكنة بعد التوصل الى وقف لإطلاق النار وستسعى لتفعيل ملف النزاع الفلسطيني الإسرائيلي خلال الفترة القادمة والعمل على إطلاق عملية سياسة، لأن إهمال أي تسوية سياسية سيعني مواجهة عسكرية أخرى قد لا تكون محسوبة العواقب خلال السنوات القادمة .



وحدة الأزمات الدولية | الملف النووي الإيراني

مركز جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية

 

Comments


bottom of page