top of page

بايدن يأمل بلقاء بوتين في زيارته لأوروبا.. وصيف ساخن سيحدد محور العلاقات الأمريكية الروسية الأوروبية

Writer: NZC Media GroupNZC Media Group

وحدة الأزمات الدولية | ملف العلاقات الأوروبية الروسية الأمريكية

باريس 5 مايو 2021 - يبدو بأن شهر يونيو القادم سيكون مفصلي في تحديد مسارات العلاقات الأمريكية الأمريكية الروسية الأوروبية، ويمكن توقع صيف ملتهب في مسار المواجهات الأمريكية الأوروبية الروسية وتحديد مسارات هذه المواجهة وأبعادها في الملفات الدولية، وبعد جولات من التوترات الدبلوماسية والعقوبات المتبادلة واستعراض أوراق الضغط، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الثلاثاء، أنه يأمل في عقد لقاء مباشر مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أوروبا خلال شهر يونيو.


وقال بايدن، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، ردا على سؤال حول ما إذا كان يقترح عقد لقاء مع بوتين خلال جولته إلى أوروبا للمشاركة في قمتين للناتو ودول مجموعة "G7" في شهر يونيو: "هذا ما آمله وما أتوقعه. نعمل على ذلك".

وتشهد العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تدهورا مستمرا بينما قالت موسكو مرارا إن حالتها أسوأ منذ زمن الحرب الباردة.


وفي أبريل فرضت الولايات المتحدة عقوبات واسعة على روسيا تشمل إجراءات تستهدف 32 شخصا وكيانا وتطبيق حظر على شراء سندات الحكومة الروسية بدءا من 14 يونيو وطرد 10 دبلوماسيين روس، لترد موسكو لاحقا على هذه الإجراءات بطرد 10 دبلوماسيين أمريكيين وخطوات أخرى.


وتزامنا مع ذلك ذكر بايدن أنه اقترح على بوتين، خلال اتصالهما الهاتفي يوم 16 أبريل، عقد قمة ثنائية هذا الصيف في أوروبا لمناقشة كامل دائرة الخلافات بين البلدين، بينما أكدت موسكو وواشنطن لاحقا مناقشتهما التحضير للاجتماع.



ـ لقاء حتمي واستعراض لأوراق الضغط ـ

اللقاء بين بايدن وبوتين كان حتمي في الفترة المقبلة من أجل تحديد مسارات العلاقات الأمريكية الروسية ولكن قبل ذلك كان لا بد من جولة من استعراض أوراق الضغط والقوة التي يملكها كل جانب، كما أن الرئيس الأمريكي الجديد يحاول أن يثبت دائما بأنه ليس امتداد لظل أوباما في البيت الأبيض وبانه رئيس قوي ولديه توجهات خاصة ومسارات جديدة لتحديد العلاقات مع موسكو ويريد استعراضها .


كما أن الرئيس الروسي لم تكن ردوده أقل حدة في هذه المواجهة حتى وصل الأمر الى إرسال حشود عسكرية الى الحدود الأوكرانية الروسية والتهديد بشكل أو بأخر بتكرار سيناريو ٢٠١٤ إذا ما كان هناك توجه لضم اوكرانيا إلى الناتو أو استخدامها كورقة ضغط على موسكو .


ـ الاتحاد الأوروبي في عين العاصفة ـ

المشكلة كانت هي أن الاتحاد الأوروبي كان في عين العاصفة في هذه الجولة من استعراض أوراق الضغط بين الجانبين الأمريكي والروسي، وعلى الرغم من أن باريس وبرلين نجحت في إبعاد بروكسل عن التوترات الكبيرة مع روسيا إلا أن واشنطن نجحت في دفع دول أوروبا الشرقية لبدء تبادل طرد السفراء مع روسيا ولكن هذا الأمر بقي محدود بين بروكس وموسكو ولم يتطور الى دول العواصم الأوروبية الفاعلة مثل باريس وبرلين وروما وبقي الأمر في إطار التصعيد الدبلوماسي المحدود فقط .


وعلى الرغم من دفع بايدن للأوربيين نحو الواجهة في النزاع مع روسيا إلا أن باريس كانت متيقظة لهذا الأمر وكانت تصريحات ماكرون واضحة بهذا الشأن حول ضرورة التعاطي مع موسكو وفق المصالح الأوروبية وعلى الرغم من تلويحه بالعقوبات في أكثر من مناسبة إلا أن ماكرون كان يدعو دائما الى الحوار مع موسكو من أجل حل الخلافات .


ونجح الرئيس الفرنسي في نزع فتيل أزمة كبرى على الحدود الأوكرانية بعد المحادثات التي عقدها مع الرئيس الأوكراني والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل واتصاله فيما بعد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مما ساهم بخفض التصعيد بعد أن وصل الى مرحلة خطيرة من التوتر العسكري على الحدود بين الجانبين الروسي والاوكراني .


ويبدو بأن الرئيس الفرنسي نجح بإقناع نظيره الاوكراني بعدم الانسياق وراء الدفع الأمريكي بتسخين الملف الأوكراني والدفع نحو مواجهة مع روسيا لأن النتائج ستكون سلبية للغاية كما عام ٢٠١٤ ولن يقف الناتو ولا الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا في الوقت الحالي، وأن أقصى ما يمكن أن يفعله الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هو فرض عقوبات اقتصادية على موسكو كما صرح المسؤولين الأوروبيون في أكثر من مناسبة .


ونجح الرئيس الفرنسي في مهمته في نزع فتيل التوتر في أوكرانيا مؤقتا فتبدلت تصريحات الرئيس الأوكراني وأبدى استعداده للقاء بوتين كما أن روسيا سحبت حوالي ١٥٠ ألف من قواتها العسكرية التي كانت تحشدها على الحدود الأوكرانية .



- استدعاء للسفير الروسي لرفع الحرج عن باريس ودعوة لمنع التصعيد -


وفي ظل هذه التوترات الدبلوماسية قامت روسيا بالرد على العقوبات الأوروبية المحدودة بفرض عقوبات على مسؤولين أوروبيين ولكنها كانت حساسة للغاية بسبب استهداف رئس البرلمان الأوروبي ونائبة رئيسة المفوضية الأوروبية، مما استدعى باريس للرد واستدعاء السفير الروسي في باريس من أجل الاحتجاج علي هذه العقوبات ومطالبة موسكو بالتصرف بمسؤولية .


استدعاء الخارجية الفرنسية للسفير الروسي يأتي لرفع الحرج عن باريس أمام حلفائها الأوروبيين والمفوضية الأوروبية بعد العقوبات الروسية الأخيرة، فعلى الرغم من التصريحات الفرنسية الحادة أحياناً إلا أن باريس مقتنعة تماماً بأنها لا تريد أن يزداد التوتر مع روسيا في هذا التوقيت وترى بأن الأفضل خفض التصعيد وعدم الانجرار الى مواجهة أكبر .


ولكن العقوبات الروسية الأخيرة التي استهدفت رئيس البرلمان الأوروبي ونائبة رئيسة المفوضية الأوروبية أحرج باريس مما دفعها الى استدعاء السفير الروسي للاحتجاج، ودعت باريس الى أن تكون تتصرف موسكو بطريقة مسؤولة لمنع التصعيد .

والرسالة الفرنسية كانت واضحة بهذا الخصوص " لا نريد زيارة التوتر والتصعيد فلا تدفعونا الى ذلك "، والأهم الأن أن تتلقى موسكو الرسالة بجدية ولا تتخذ خطوات أخرى تحرج الجناح الذي يدعو للحوار معها ويدفع نحو خفض التصعيد .



وحدة الأزمات الدولية | الملف العلاقات الأوروبية الروسية الأمريكية

مركز جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية

 

Comments


bottom of page