
وحدة الأزمات الدولية | الملف النووي الإيراني
باريس 23 مايو 2021 - في تصعيد غير متوقع حول مراقبة المنشآت النووية الإيرانية نقل التلفزيون الإيراني عن رئيس البرلمان قوله يوم الأحد 23/5 إن اتفاقا للمراقبة النووية استمر ثلاثة أشهر بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية انتهى اعتبارا من يوم السبت، مضيفا أن الوكالة لن تتمكن بعد الآن من الحصول على صور المواقع النووية.
ونقل التلفزيون الرسمي عن محمد باقر قاليباف قوله "اعتبارا من 22 مايو أيار وبانتهاء الاتفاق الممتد لثلاثة أشهر، لن تتمكن الوكالة من الاطلاع على البيانات التي تجمعها الكاميرات داخل المنشآت النووية كما كان يحدث بموجب الاتفاق".
- تصعيد غير متوقع و ورقة ضغط كبرى -
تأتي خطوة إيران في وقت كان من المتوقع أن تتوصل طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأي صيغة تضمن استمرار عمليات المراقبة حتى انتهاء المفاوضات النووية في فيينا والتي وصلت الى مراحل متقدمة في جولتها الرابعة .
ولكن يبدو بأن إيران اختارت التصعيد واستخدام ورقة ضغط كبيرة بوقف عمليات المراقبة من أجل الدفع نحو تسريع المفاوضات في فيينا والتوصل الى اتفاق نهائي بأسرع وقت ممكن على الرغم من وجود خلافات لا زالت عالقة كما صرح دبلوماسي أمريكي .
وكان من المقرر أن يعقد رئيس الوكالة رافائيل جروسي مؤتمرا صحفيا بعد ظهر اليوم الأحد. وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن رئيس الوكالة يجري محادثات مع إيران بشأن تمديد ترتيبات المراقبة التي قد تؤثر على المحادثات التي تجريها مع القوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
ويبدو بأن مساعي روسي باتت محكومة بالفشل بعد تصريحات رئيس البرلمان الإيراني إلا إذا كان حدث خرق ما في المحادثات مع المسؤولين الإيرانيين، خاصة وأن تصريحات المسؤولين الإيرانيين لا تكون منسقة فيما بينهم في معظم الأوقات .
- مفاوضات فيينا بين التوصل الى اتفاق وخلافات اللحظات الأخيرة -
تسير مفاوضات فيينا وفق تصريحات متضاربة وغير واضحة المعالم فيما يتعلق بالموعد النهائي للتوصل الى اتفاق نهائي بين إيران والقوى الكبرى الموقعة على اتفاق عام 2015، وكان من المقرر أن تكون الجولة الرابعة هي الحاسمة ولكن الأمر لم يتحقق وتأجل الحسم الى جولة جديدة من المحادثات قد لا تكون واضحة المعالم .
ويبدو بأن التوصل الى اتفاق نهائي بات محتوم في المفاوضات الحالية ولكن الأمر يتعلق بالوقت والتفاصيل وهي العقدة الأهم في جولات المحادثات .
وقد أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني في وقت سابق عن التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا، وقد صرَّح من طهران أنَّ الدول الكبرى وافقت على إلغاء إجراءات الحظر الأساسية المفروضة على قطاعات النفط، والبتروكيماويات، والشحن، والتأمين، والبنك المركزي.
ولكن هذه التصريحات لا تعني بالضرورة بالتوصل الى اتفاق نهائي بوقت سريع خاصة أن الجانب الأمريكي لم يؤكد أي تفاصيل حول الأمر، مما يعكس الواقع الحقيقي للمفاوضات في فيينا وإذا ما كانت ستصل الى نقطة النهاية عما قريب أم أن محطات التفاصيل ستعيق قطار التسوية النهائية .
وفي نفس الشأن قال دبلوماسي أميركي في مقابلة مع "ديبلوماتيك": "لقد أحرزنا تقدمًا بالتأكيد، لكن لا تزال هناك خلافات كبيرة وعمل كبير يتعين القيام به".
وأوضح أنه كلما اقتربت الوفود المشاركة في المحادثات من الجولة النهائية، كان من الصعب حل المشكلات المتبقية.
أي أن الأصعب لم يأتي بعد أو أن الوفود اختارت ترحيل بعض التفاصيل الخلافية المهمة الى الجولة الأخيرة وهو أمر خطير وقد يعكس توجه من أجل تحقيق نتائج كبيرة قد تنسفها التفاصيل في اللحظات الأخيرة .
وحدة الأزمات الدولية | الملف النووي الإيراني
مركز جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية
Commenti