top of page

ماكرون يستقبل وفدا من الإدارة الذاتية الكردية.. خطر التلويح بأوراق ضغط جديدة أولها الاعتراف الدولي

Writer: NZC Media GroupNZC Media Group

وحدة الأزمات الدولية | الأزمة السورية

باريس 20 يوليو 2021 - في حدث قد يبدو عابرا وروتينيا في إطار اللقاءات التي كانت تجريها الرئاسة الفرنسية في أكثر من مناسبة مع مسؤولي الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين وفداً ضمّ ممثّلين عن الإدارة الذاتية الكردية والمجتمع المدني في شمال شرق سوريا، بحسب ما أعلن قصر الإليزيه.


وتأتي أهمية اللقاء في التوقيت الحساس بعد الانتخابات الرئاسية في سوريا وخطاب الأسد حول ضرورة تحرير ما تبقى من الأراضي السورية "بحسب الخطاب"، كما أن هذا اللقاء يأتي بعد فترة طويلة من انقطاع الزيارات التي كانت مكثفة في بعض المراحل لمسؤولي الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديموقرطية في وقت سابق .


وتعكس الزيارة والاستقبال الفرنسي من قبل أرفع مسؤولي سياسي وهو رئيس الجمهورية بأن باريس تريد إيصال عدة رسائل سياسية الى الأطراف الدولية الفاعلة بسوريا والى روسيا والصين خصوصا بأن القبول بالأمر الواقع غير مطروح بالمرة ولن تقبل به فرنسا ولا الدول الأوروبية مهما كان الموقف الدولي .


ويأتي هذا الموقف الفرنسي بعد التطورات في الوضع الداخلي السوري و الزيارة غير المسبوقة لوزير الخارجية الصيني وإعلانه استعداد روسيا لمساعدة دمشق وهذا ما قد يضع سوريا في عين العاصفة الصينية التي تشتري كل شيئ كما فعلت في السابق في عدة دول أفريقية أخرى تعاني من أزمات داخلية وهذا ما يعطي رافدا اقتصاديا مهما قد يكون ايجابي في البداية ولكنه سيكون الأسوأ في المستقبل المتوسط .


وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنّه خلال لقائه هؤلاء "الممثّلين عن الإدارة والمجتمع المدني" في شمال شرق سوريا، شدّد ماكرون على "ضرورة مواصلة العمل من أجل إرساء استقرار سياسي في شمال شرق سوريا وحوكمة شاملة".


من جهتها قالت المسؤولة في الإدارة الذاتية بيريفان خالد التي شاركت في الاجتماع لوكالة فرانس برس إنّ النقاش ركّز بشكل خاص على "دعم فرنسا لاعتراف المجتمع الدولي بالإدارة الذاتية الكردية".


وأشاد ماكرون على وجه الخصوص بـ"شجاعة مقاتلي شمال شرق سوريا والتضحيات التي قدّموها مع السكّان المحليين في القتال" ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية.


وأكّد الرئيس الفرنسي أيضاً أنّ بلاده "ستستمرّ في محاربة الإرهاب إلى جانب قوات سوريا الديموقراطية"، وفق البيان.


- التلويح بأوراق ضغط بديلة قد تكون الأسوأ -


على الرغم من أن البيان الفرنسي لم يشر الى أي توجهات من باريس نحو دفع الاعتراف الدولي بالإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا ، إلا أن تصريحات المسؤولة في الإدارة الذاتية بيريفان خالد التي شاركت في الاجتماع لوكالة فرانس برس أكدت بأن النقاش ركّز بشكل خاص على "دعم فرنسا لاعتراف المجتمع الدولي بالإدارة الذاتية الكردية"، ويبدو بأن هذا ما يريده مسؤولو الإدارة الذاتية من خلال هذه الزيارة وهذا ما قد يعكس تطور خطير بمسار الأزمة السورية .


فالاعتراف الدولي أو الأوروبي على الأقل بالإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا يعني بأننا أمام سيناريو كردستان العراق في التسعينات من القرن الماضي وهو ما يعطي بداية تقسيم سوريا الى أقاليم تحت الحماية الدولية والأمريكية وهو أخطر ما يمكن أن يحدث في الفترة القادمة .

وفي إطار أخر ستكون فرنسا حذرة جدا بهذا الطرح لأنها تعرف جيدا بأنها مع الدول الأوروبية أصبحوا بعيدين عن التأثير المباشر في الأزمة السورية بعد أن تحول المسار الى الثلاثي روسيا والولايات المتحدة وتركيا، ولكن المشكلة الكبرى تكمن في أن هذا التوجه قد يكون ورقة ضغط تستخدمها القوى الغربية في سوريا في لعبة الضغوط السياسية فيما بينها، وأن الجمود السياسي الذي يضرب مسارات جنيف إذا ما استمر فإن الخيارات ستكون أكثر سؤا وأن سياسة فرض الأمر الواقع لن تكون مجدية مهما كانت الظروف .


ويجب على فرنسا أن تحذر جيدا من الوقوع في فخ يتم نصبه بشكل احترافي في شمال شرق سوريا بمعنى الدفع نحو اعتراف دولي بالإدارة الذاتية بإقليم يشبه كردستان العراق ولكن بتوجه من فرنسا والدول الأوربية وليس الولايات المتحدة، وهذا أخطر ما قد يقع في هذه الأزمة لأن باريس ستكون في عين العاصفة والمواجهة مع كل من روسيا وتركيا ومعظم الدول العربية والرأي العام الشعبي في سوريا بأنها عادت كقوة استعمارية تريد فرض أمر واقع جديد يكون بداية لتقسيم سوريا من جديد إلى أقاليم وتثبيت الوضع القائم .


وهذا الطرح لن يحدث مهما كانت الظروف فعلى الرغم من الخلافات الكبرى فإن روسيا وتركيا متفقتين على ضرورة وحدة الأراضي السورية كما أن جامعة للدول العربية والدول الإقليمية تتفق على نفس المبدأ، وكذلك الصين مما يعني بأن جبهة الرفض الدولي لهذا التوجه سيكون قويا للغاية .


وعلى فرنسا أن تدرك جيدا بأن أي خطوة في هذا الاتجاه سيعني تحالف قوي بين الفرقاء في الأزمة السورية وتوجيه ضربات كبرى الى مناطق الإدارة الذاتية كما حدث في إقليم كردستان العراق عندما حاول مسعود البرزاني تطبيق الاستفتاء القاضي باستقلال كردستان عن العراق، حيث اتفقت كل من تركيا وسوريا والعراق وايران على القيام بحملة عسكرية أفشلت هذا المشروع وحجمت السلطة في كردستان الى مستويات ضعف قوية، ونفس الأمر يمكن أن يحدث في سوريا ولكن مع إضافة قوتين دوليتين فاعلتين وهما روسيا والصين .


ولكن هذا الطرح لا زال بعيد الأمد ولم تصدر أي تصريحات من الرئاسة الفرنسية أو أي من الدبلوماسيين الفرنسيين حول هذا التوجه ، ولكن تصريحات بريفان خالد المسؤولة في الإدارة الذاتية الكردية والتي أكدت بأن الاجتماع تناول هذه القضية يعطي تصور أخر لمسار أوراق الضغط التي يمكن استخدامها في الفترة القادمة في الأزمة السورية .



وحدة الأزمات الدولية | الملف السوري

مركز جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية

Comments


bottom of page