
باريس 19 مايو 2021 - قدّمت فرنسا بالتنسيق مع مصر والأردن، مساء الثلاثاء مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وغزّة ويلقى تأييد الصين وروسيا، ويأتي مشروع القرار الفرنسي بعد فشل مجلس الأمن للمرة الرابعة في إصدار أي بيان تجاه المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية .
وقال الإليزيه إنّه خلال اجتماع بين الرئيسَين الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي اللذين انضمّ إليهما العاهل الأردني عبد الله الثاني عبر الفيديو، "اتّفقت الدول الثلاث على ثلاثة عناصر بسيطة" هي أن "إطلاق (الصواريخ) يجب أن يتوقّف، وحان الوقت لوقفٍ لإطلاق النار ويجب أن يتولى مجلس الأمن الدولي" الملفّ.
ويتضمن النص دعوة إلى "وقف الأعمال العدائية" وإلى "إتاحة إيصال مساعدة إنسانية إلى الذين يحتاجون إليها".
وردا على سؤال عن الموعد المحتمل لطرح فرنسا النص للتصويت عليه، قال دبلوماسي طالبا عدم الكشف عن هويته "من الأفضل أن يكون ذلك في أقرب وقت"، بحسب وكالة فرانس برس .
وقالت فرنسا التي تدعو منذ أيّام عدة إلى وقف سريع لإطلاق النار، إنّها تدعم وساطة تقودها مصر. وتحدّث ماكرون ونظيره المصري الموجود في باريس لحضور قمّة حول الاقتصادات الإفريقيّة، مطوّلاً الاثنين حول هذا الموضوع وقرّرا الثلاثاء طلب دعم الأردن.
- تحالف فرنسي مصري أردني -
تحاول فرنسا العمل بدبلوماسية أكبر من أجل وقف القتال في الأراضي الفلسطينية وايقاف المواجهات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي كمرحلة أولى ومهمة تجاه أي خطوات جديدة، ولكن التنسيق الفرنسي المصري الأردني قد يمتد الى ماهو أبعد من ذلك من خلال التنسيق طويل الأمد تجاه النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وتتشارك الدول الثلاثة في موقف موحد يتبنى حل الدولتين وإيقاف الاستيطان الإسرائيلي وعدم المساس بالوضع القائم في القدس ليتم بعدها إطلاق المفاوضات بين الجانبين .
وتمتلك كل من باريس وعمان والقاهرة دور مهم في الدفع نحو التهدئة و وقف الانتهاكات الإسرائيلية التي قادت الى هذه المواجهة والعمل على وقف إطلاق الصواريخ كما تقول باريس، ولكن الطريق نحو هذا الهدف سيصطدم بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن إذا ما قررت واشنطن عرقلة أي تحرك من مجلس الأمن للمرة الخامسة .
وقال مصدر فرنسي مطلع لموقع "إكسيوس" الأميركي، أن تلك الخطوة الفرنسية فاجأت إدارة بايدن، التي منعت إلى الآن 4 بيانات سابقة من الصدور في الأمم المتحدة حول غزة.
وأوضح أن مشروع القرار يستند إلى تصريحات أميركية سابقة تدعم وقف إطلاق النار، مما يحرج الإدارة الأميركية ويصعب عليها بالتالي استخدام حق النقض من أجل عرقلة صدور قرار للمرة الخامسة.
وبالتالي فإن استخدام واشنطن للفيتو في مجلس الأمن للمرة الخامسة سيتسبب بحرج كبير للدبلوماسية الأمريكية خاصة وأن القرار الفرنسي يحظى بموافقة روسيا والصين.
وقالت الخارجية الروسية بأنها تجري اتصالات مكثفة مع واشنطن بشأن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية مما يعكس ضغط فرنسي روسي صيني في مجلس الأمن من أجل اصدار قرار يدعم وقف إطلاق النار .
ومن المتوقع نجاح مبادرة وقف إطلاق النار خلال الساعات ال 48 القادمة إلا إذا كان هناك تصعيد كبير في المواجهات بين الطرفين ستقود الى نقطة غير متوقعة، ودخول مصر والأردن على الخط سيضمن التزام الفصائل الفلسطينية بشكل أو بأخر بوقف إطلاق النار ولكن يجب أن يتزامن هذا الأمر مع ضغط على إسرائيل من أجل وقف العمليات العسكرية والأهم وقف الانتهاكات والاستفزازات في القدس التي كانت شرارة اشتعال المواجهات مع الفلسطينيين .
وحدة الأزمات الدولية | الملف النووي الإيراني
مركز جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية
Comments