top of page

مقال لعسكريين فرنسيين حول تفكك البلاد.. اليسار يستهجن ويدعو للتحرك ولوبان تتبنى "ماهي مسارات الأزمة"

Writer: NZC Media GroupNZC Media Group

مركز جنيف للدراسات | الملف الفرنسي

باريس 25 أبريل 2021 - بدأت بوادر أزمة جديدة تلوح في الأفق في فرنسا حيث نشر عسكريون بينهم 20 جنرالا مقالاً في نشرة أسبوعية محافظة متشددة، يتحدث عن "تفكك" فرنسا، تلته رسالة من زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان تدعوهم إلى المشاركة في الانتخابات.

ونشرت مجلة "فالور أكتويل" الأسبوعية الأربعاء المقال الذي يدعو الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الدفاع عن الوطنية ووقعه "عشرون جنرالا ومئة ضابط رفيع المستوى وأكثر من ألف عسكري آخرين"، حسب المجلة.


ويدين هؤلاء العسكريون "التفكك" الذي يضرب الوطن و"يتجلى، عبر شيء من معاداة العنصرية، بهدف واحد هو خلق حالة من الضيق وحتى الكراهية بين المجموعات"، معتبرين أنه "تفكك يؤدي مع الإسلاموية وجحافل الضواحي، إلى فصل أجزاء عديدة من الأمة لتحويلها إلى أراض خاضعة لعقائد تتعارض مع دستورنا".

وأضاف العسكريون "نحن مستعدون لدعم السياسات التي ستأخذ في الاعتبار حماية الأمة".


ويأتي بيان العسكريين الفرنسيين ليزيد من وقع الأزمة التي تعيشها فرنسا مابين زيادة التطرف في كل الاتجاهات سواء من قبل الجماعات المتطرفة المسلمة " والتي تتبرأ منها المجالس الإسلامية الفرنسية " أو من قبل جماعات اليمين المتطرف التي تدفع نحو الإسلاموفوبيا .

ولا زالت الأزمة تتوسع بشكل كبير منذ أن أطلق ماكرون حملته لمواجهة ما سماه في وقتها الانفصالية الإسلاموية التي تدعو الى تطبيق قوانين وشرائع لا تتبع للجمهورية الفرنسية في بعض ضواحي فرنسا، وبعد كثير من الاجراءات في كل الاتجاهات كانت الأزمة أعمق بكثير على ما يبدو من دعوات فقط من أجل مواجهة بعض الدعوات الانفصالية أو ردود الفعل التي تلتها .


وعلى ما يبدو لم تفلح كل الخطوات التي اتخذها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في محاولة لاستمالة اليمين المتطرف الى صفه في الانتخابات الرئاسية القادمة، فكثير من التصريحات والاجراءات التي قام بها ماكرون لم تكن تعبر بشكل أو بأخر عن قناعاته الشخصية أو قناعات حزبه " الجمهورية الى الأمام "، ولا زال اليمين المتطرف يحتفظ بالولاء لمرشحته مارين لوبان وعلى الرغم من فهم ماكرون لمعادلة تصويت اليمين المتطرف لمرشحيه إلا أنه حاول استمالة جزء منهم على الأقل .


وبعد يومين من نشر المقال المذكور، نشرت "فالور أكتويل" تعليقا لمارين لوبن التي قالت "أدعوكم إلى الانضمام إلى عملنا للمشاركة في المعركة التي بدأت (...) وهي قبل كل شيء معركة فرنسا".


وكتبت "بصفتي مواطنة وسياسية، أقر بتحليلاتكم وأشارككم حزنكم".


وأثار المقال وتصريحات لوبن استياء العديد من شخصيات اليسار التي دانت غياب رد فعل من الحكومة.


ودان زعيم حزب فرنسا المتمردة (يسار راديكالي) جان لوك ميلينشون "إعلان العسكريين المثير للدهشة" بينما رأى المرشح الاشتراكي السابق للانتخابات الرئاسية في 2017، بونوا هامون أن "20 جنرالا يهددون بشكل واضح الجمهورية بانقلاب عسكري".


وكانت "فالور اكتويل" نشرت الأسبوع الماضي، عمودا للوزير السابق فيليب دي فيلييه بعنوان "أدعو إلى التمرد".

وتقول مصادر إن شقيقه بيار دي فيلييه الرئيس السابق لهيئة أركان الجيوش الفرنسية قد يترشح للانتخابات الرئاسية في 2022.


ـ خطر محدق وضرورة تحرك الحكماء في السياسة الفرنسية -


بدأت الأزمة في فرنسا تأخذ اتجاهات متطرفة وخطيرة في كلا الاتجاهين سواء الاجراءات التي تحد من الانفصالية والانعزالية عن قيم الجمهورية الفرنسية أو عبر الاجراءات الخاطئة التي تم اتخاذها في أكثر من مناسبة من قبل الحكومة الفرنسية سواء بالتصريحات التي أشعلت غضب عارم من قبل الداخل و الخارج تجاه ما تم وصفه بالتصريحات العدائية للدين الإسلامي وما ألحقه من حملات تجييش ومقاطعة أضرت كثيرا بفرنسا " وهو الأمر الذي تم توضيحه من قبل الحكومة والرئيس الفرنسي بأنه تم فهمه بشكل خاطئ "، أو عبر الحملات التي يقودها اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان من أجل زيادة الأزمة وكسب مزيد من النقاط قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية في العام المقبل .


وبعد بيان العسكريين الفرنسيين بدأت الأزمة تأخذ بُعدا أخر قد يكون خطيرا في مراحل متقدمة إذا لم يتم التحرك سريعا لاحتواء الأزمة التي تعيشها البلاد، والتي أصبحت متصاعدة بشكل كبير في الوقت الحالي، وعلى الرغم من أن بيان العسكريين الفرنسيين المتقاعدين والذي لاقى انتقادات واسعة من اليسار ليس بالأهمية الخطيرة الأن. ولكن يجب التحرك سريعا من قبل الحكماء في الحياة السياسية الفرنسية من أجل احتواء الأزمة قبل أن تكبر أكثر وتصبح كرة ثلج متدحرجة تشبه حركة السترات الصفراء التي امتدت أزماتها لأكثر من عامين وسببت خسائر فادحة لفرنسا .


ويمكن التركيز هنا على نقطة مهمة وهي توسع عمل اليمين المتطرف في فرنسا حتى بدأت يستميل العسكريين الفرنسيين سواء كانوا متقاعدين أو ما زالوا في الخدمة وهو مؤشر خطير للغاية قد يؤدي الى نتائج سلبية جدا في المرحلة القادمة، وهنا يجب أن يزيد عمل الأحزاب والشخصيات الفرنسية من أجل احتواء هذا الأمر ومعالجة القضية عبر اجراءات حقيقية تعالج الأزمة المتصاعدة بعيدا عن التصريحات التي تزيد من صب الزيت على النار من دون نتائج حقيقية على الأرض .



وحدة الأزمات الدولية | الملف الفرنسي

مركز جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية

 

Comments


bottom of page