top of page

مقتل الرئيس التشادي،، تعقيدات تهز مصالح فرنسا ودورها في الساحل الأفريقي فهل تستطيع باريس ضبط البوصلة

Writer: NZC Media GroupNZC Media Group

وحدة الأزمات الدولية | ملف العلاقات الفرنسية الأفريقية

باريس 20 أبريل 2021 - في حدث فد يهز الاستقرار في منطقة الساحل الأفريقي ومصالح فرنسا هناك أعلن جيش تشاد عبر التلفزيون الرسمي اليوم الثلاثاء مقتل الرئيس إدريس ديبي متأثرا بإصابته في جبهات القتال، وقال إن مجلسا عسكريا قد تشكل لتولي السلطة في البلاد بقيادة ابن ديبي، الذي يقود الحرس الرئاسي.


وقال الجيش في بيانه المتلفز إن "رئيس الجمهورية إدريس ديبي إيتنو لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعا عن وحدة وسلامة الأراضي في ساحة المعركة".

وأوضح الجيش أن ديبي قتل أثناء "مواجهته إرهابيين قادمين من ليبيا في الشمال"، وأنه كان يتفقد القوات التشادية المقاتلة.


وتدور المعارك منذ أيام في منطقة زيكي بإقليم كانم شمالي البلاد، بين القوات الحكومية وحركات مسلحة، وقد أسفرت عن مقتل المئات.


ـ مجلس عسكري انتقالي وسيطرة كاملة للجيش ..


وعقب إعلان وفاة الرئيس، قال المتحدث باسم الجيش الجنرال عازم برماندوا أغونا في بيان تلي عبر الإذاعة الوطنية إنه "تم تشكيل مجلس عسكري بقيادة نجله الجنرال محمد إدريس ديبي إيتنو"، وأضاف أن "المجلس اجتمع على الفور وأعلن ميثاق انتقال السلطة".

وقال الجيش إن المجلس العسكري الانتقالي سيدير شؤون البلاد لمدة 18 شهرا، "ويضمن وحدتها واستقرارها"، وأضاف أن المجلس سيعلن ميثاقا بشأن حل البرلمان والحكومة، كما دعا في الوقت نفسه "جميع التشاديين في الداخل والخارج إلى الحوار"، وقال إنه سيعمل على تشكيل حكومة ومؤسسات انتقالية تشرف على تنظيم انتخابات.

وأعلن الجيش على الفور سلسلة من الإجراءات الاستثنائية، تشمل حظر التجول في كل أنحاء البلاد بين 6 مساء و5 صباحا، وإغلاق جميع منافذ البلاد البرية والبحرية حتى إشعار آخر.


ـ تشاد والمصالح الفرنسية في الساحل الأفريقي ..


تعتبر تشاد دولة مهمة جدا لفرنسا في إدارة مصالحها التقليدية في أفريقيا بالإضافة الى الجهود الفرنسية بما يتعلق بمعملية بارخان ومكافحة الجماعات الجهادية في الساحل الأفريقي، وطالما كانت تشاد ورئيسها ادريس ديبي حليفة لباريس في كل الملفات التي قادتها فرنسا في القارة الأفريقية، وربما يشكل مقتله في هذه المرحلة الحساسة من تنامي دور الجماعات الجهادية المسلحة في الساحل الأفريقي .

وتعتمد فرنسا في منطقة الساحل الملتهب على "دركي" أفريقيا الصغير" تشاد " ، التي انتشرت قواتها في مالي والنيجر وأفريقيا الوسطى، والتي دفعت ثمناً قاسياً للتدخل في دول أفريقية، تمثّل في سقوط العشرات من جنودها في مناطق مختلفة، في أفريقيا الوسطى ومالي، وإن كان رئيسها في ذلك الوقت ادريس ديبي لا يعير أهمية للخسائر البشرية.


ويكتسي التعاون العسكري الفرنسي مع دولة تشاد أهمية قصوى، وهو ما يجعله يضاهي في أهميته دور جيبوتي والسنغال وساحل العاج. فهذا البلد الذي ساهم الجيش الفرنسي بقوة في حماية رئيسه من عدة محاولات انقلاب، والذي تساعد فرنسا اقتصاده الضعيف، يَدين لفرنسا بالكثير، وهو ما يدفعه لتلبية كل الطلبات الفرنسية في القارة الأفريقية، إلى درجة أنه تحول إلى "دركي" أفريقي محلي يعاضد فرنسا في دورها، أيضاً، كدركيّ لأفريقيا.


وكانت فرنسا تحاول الدفاع عن الاستقرار في تشاد والرئيس التشادي الذي يتهم بالديكتاتورية طوال السنوات الماضية في وجه الجماعات المسلحة المعارضة، وتدخلت طائرات الميراج الفرنسية في شمال شرق تشاد عام 2019 لاستهداف رتل تابع لاتحاد قوى المقاومة، أثناء اتجاهه من جنوب ليبيا إلى العمق التشادي. يقود هذه المجموعة المسلحة "تيمان أرديمي"، وهو ابن أخ الرئيس إدريس ديبي.


وهذا ما يشكل صدمة للدور الفرنسي في أفريقيا في ظل التعقيدات المرتقبة في تشاد بعد مقتل الرئيس ديبي والصراعات المتوقعة من أجل خلافته .


ـ فرنسا وإعادة ضبط البوصلة في تشاد ..


يبقى التحدي الأكبر أمام باريس الأن هو إعادة ضبط البوصلة في تشاد وترتيب البيت الداخلي للسلطة من أجل ضمان عدم انفلات الأمور لتتحول الى حرب أهلية طاحنة، وهنا ستكمن تعقيدات الصدام مع الجيش التشادي الذي أعلن عن تشكيل مجلس عسكري بقيادة إبن الرئيس ديبي في الوقت الحالي .


وسيكون على فرنسا العمل طويلا من أجل ضمان إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بعد حل البرلمان من أجل جمع الأطراف المتصارعة في تشاد للتوصل الى حلول مرضية لجميع الأطراف، وهذا سيعتمد على شكل هذه الانتخابات، هل ستكون مشابهة للانتخابات الخمسة الماضية التي فاز بها الرئيس ديبي أم ستكون فعلا انتخابات حقيقية وديمقراطية .


وفي كل الأحوال ستضع باريس ثقلها الكامل من أجل ضمان استقرار الوضع في تشاد الحليف الرئيسي في أفريقيا ومنطقة الساحل من أجل ضمان المصالح الفرنسية في القارة السمراء والجهود الرامية الى مكافحة تنامي الجماعات الجهادية المسلحة .


وحدة الأزمات الدولية | ملف العلاقات الفرنسية الأفريقية

مركز جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية

 

Comments


bottom of page