top of page

مواجهة فرنسية أمريكية في مجلس الأمن.. باريس تحرج واشنطن وعينها على الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار

Writer: NZC Media GroupNZC Media Group

وحدة الأزمات الدولية | ملف النزاع الفلسطيني الإسرائيلي

باريس 20 مايو 2021 - تمسكت باريس بتوجهها بتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي على الرغم من الرفض الأمريكي وتهديد واشنطن باستخدام حق النقض الفيتو، و تعتبر هذه المواجهة هي أول أزمة مفتوحة بين الحليفين منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض ووعده بإعادة الانخراط في الدبلوماسية المتعددة الأطراف .

وبعد نحو عشرة أيام على فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد إعلان يدين العنف في الشرق الأوسط، تقدمت فرنسا الثلاثاء بمشروع قرار يدعو إلى "وقف العمليات العسكرية" و"إيصال المساعدات الإنسانية" خصوصا إلى قطاع غزة المحاصر.


وسُلّمت مسوّدة مشروع القرار الثلاثاء الى عدد قليل جدا من الدول، ووُزّعت مساء الأربعاء على بقيّة أعضاء المجلس الخمسة عشر الذين لديهم حتى مساء الخميس لاقتراح تعديلات، بحسب دبلوماسيين.


ولم تقترح باريس موعدا للتصويت، فهل تلك وسيلة لتعزيز الضغط على الولايات المتحدة لتشديد موقفها تجاه إسرائيل؟ الشيء الوحيد المؤكد هو أن الرئيس الأميركي دعا الأربعاء إلى وقف التصعيد بين اسرائيل والفلسطينيين "اليوم" بحسب وكالة فرانس برس .


ولم يتأخر رد الولايات المتحدة القاطع وتلميحها إلى إمكان استعمال حقّ النقض (الفيتو) في حال المضي قدما بالمقترح.

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية إن "الموقف الأميركي سيكون حاسما (...) صحيح أننا رأينا الولايات المتحدة متحفظة قليلا إزاء كل ذلك".


وأضاف أن "إطالة العمليات لا يفيد أحد. من الضروري للغاية تجنب هجوم بري إسرائيلي سيفتح مرحلة لا يمكن السيطرة عليها"، مشددا على أن "أول خطوة يجب تنفيذها هي وقف العمليات العسكرية في أسرع وقت".

وتابع الوزير "نأمل حقا أن تُتّخذ تدابير إنسانية بسرعة كبيرة".


- مواجهة دبلوماسية وإحراج لواشنطن من قبل باريس -

بعتبر مشروع القرار الفرنسي أحراز دبلوماسي كبير لواشنطن خاصة بعد استخدام الولايات المتحدة لحق النقض الفيتو أربع مرات متتالية تجاه أي قرار بشأن المواجهات في الأراضي الفلسطينية، ويأتي مشروع القرار الفرنسي عقب اجتماع ثلاثي بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لينضم اليهم لاحقا الملك الأردني عبدالله الثاني ليتم الاتفاق على العمل نحو وساطة لوقف إطلاق النار وبداية المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي .


من حيث المبدأ فإن واشنطن ستستخدم حق النقض الفيتو إذا ما تم التصويت على مشروع القرار ولكن باريس تأمل بأن تتراجع واشنطن عن استخدام الفيتو ودعم وقف اطلاق النار وايصال المساعدات الانسانية كما صرح وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان .

واللافت بأن باريس لم تطرح موعدا للتصويت بعد توزيه نص القرار وبالتالي يمكن أن يكون هناك ضغط أقل إذا ما تحقق وقف إطلاق النار في الساعات القادمة، ولكن المواجهة الفرنسية الأمريكية لن تنتهي في الأمم المتحدة ويبدو بأن باريس عازمة بأن يكون لها دور أكبر تجاه النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وقد تعمل على تقديم رؤيتها نحو إطلاق المفاوضات ضمن اللجنة الرباعية الدولية بالتنسيق مع مصر والأردن .


- تعويل على الوساطة المصرية -

تقدم باريس القرار في مجلس الأمن وهي تعول على الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار والتي تلقت الدعم الفرنسي والأردني بالإضافة الى تنسيق القاهرة مع واشنطن من أجل إنجاح الجهود نحو التوصل الى وقف لإطلاق النار .


ولا يمكن التعويل على مجلس الأمن في ظل الفيتو الأمريكي في إصدار أي قرار يضغط على اسرائيل في الوقت الحالي ولكن جهود الوساطة قد تقود الى تهدئة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ولكن الأهم هو ما بعد التهدئة و وقف إطلاق النار. بحيث يجب أن يكون هناك أطر واضحة لإطلاق المفاوضات و وقف الاستفزازات في القدس والعمل على أساس حل الدولتين وهذه النقطة المفصلية .


ويشكل العمل الدبلوماسي الفرنسي والأوروبي عامل ضغط مهم بالتنسيق مع الدول العربية مصر والأردن والسعودية وقطر، بالإضافة الى روسيا التي طالبت بعودة تفعيل اللجنة الرباعية بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي للعمل من جديد.


وإذا ما تم تفعيل عمل اللجنة الرباعية فإن الضغط الدبلوماسي الدولي قد يوقف انتهاكات اسرافيل بما يتعلق بالاستيطان وتغيير الوضع القائم في القدس والتصرف على أساس حل الدولة الواحدة، ويعيد مبدأ حل الدولتين ليكون العنوان الرئيسي لأي حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي ،


وقد لا تكون واشنطن معترضة بشكل كبير علي التحرك الفرنسي تجاه قضية الشرق الأوسط لأن أدارة جو بايدن لا تضع النزاع الفلسطيني الإسرائيلي على رأس أولوياتها بل لديها ملفات أخرى أكثر أهمية تتعلق بإيران والصين وروسيا، وبالتالي فإن الثقل الفرنسي قد يعطي أريحية لإدارة بايدن من العمل بشكل مكثف تجاه التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومنع اندلاع مواجهات لاحقة .




وحدة الأزمات الدولية | ملف النزاع الفلسطيني الإسرائيلي

مركز جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية

Comments


bottom of page